يعيش حوالي 40 إلى 50 مليون شخصاً من السكان أصليين في أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي، ويمثل هذا ثمانية إلى عشرة بالمئة من إجمالي سكان المنطقة.
ورغم أنهم جميعاً يحترمون الطبيعة ويبجلون أسلافهم، إلا أن كل جماعة تتميز بلغاتها، وتقاليدها، وعاداتها، وملابسها.
تركز هذه السلسلة الفوتوغرافية على شعب المايا، وهو أحد أكبر ثلاثة شعوب أصلية في أبيا يالا. يوجد في جواتيمالا 21 مجموعة لغوية مختلفة من المايا يشتركون جميعاً في رؤية الكون استناداً إلى فهم التنوع البيولوجي والروحانية. لكن ما يميّز أفراد المايا المعاصرين هو لغتهم والملابس التي يرتدونها. إنهم يعيشون في جميع أنحاء جواتيمالا، وغالباً ما تتنوع ملابسهم طبقاً للمكان الذي جاءوا منه أصلاً.
تمثل امرأة المايا أساس الأسرة، فهي تحمل عبء وميراث التقاليد الثقافية. تعمل هذه النساء في الأرض، ويطعمن الأسرة،ويعتنين بالمنزل، ويربين أطفالهن، وينقلن قيمهن إليهم. إنهن يقمن بكسوتهم، وتعليمهم لغتهم وتاريخهم، والحفاظ على هوية جماعتهم.
تفاصيل ملابسهم: يشكل مزيج الألوان، والأنسجة، والتقنيات، والطرازات، والأشكال، والرسوم التي على الملابس لغة جماعية متنوعة ومعقدة، وتحدد في نفس الوقت انتماءهم إلى جماعة معينة. تُُعتبر هذه الرموز، والألوان، والأشكال الصامتة علامة بليغة على الهوية العرقية المحلية والإقليمية ومنزلة الشخص داخل جماعته والمجتمع عموماً.
ونتيجة لاختلاط النساء بالثقافات المجاورة، الأعراق المختلطة والغربية، فقد بدأن في دمج الموضات الأجنبية في الأزياء التقليدية. وفي حالات معينة، قد يؤدي تأثرهن بالثقافات المجاورة إلى أن يهجرن ملابسهن التقليدية تماماً.
في الوقت الحالي، تغيّر الشابات ملابسهن ويجددنها من أجل الراحة، أو لمجرد رغبتهن في ذلك.و في الحالات القصوى، قد يكون رفض الملابس التقليدية علامةً على رفض أصولهن. في معظم الأحوال، تؤدي الملابس التي ترتديها الشعوب الأصلية إلى التحامل والإقصاء.
إلاّ أن معظمهن اخترن ارتداءها كرمز للكبرياء.