|
|
|
يعرف جيلي من النساء بالخيارات. فمن جانب تم تشكيلنا بواسطة الخيارات التي قامت بها أمهاتنا ومن ناحية أخرى نحظى بمجموعة واسعة من الخيارات المتاحة أمامنا.
قضت أمهاتنا طفولتهن في ظل الراحة والأمن المحافظين في الخمسينيات. وعندما كسرن الكثير من القوالب التي كن معتادات عليها في الستينيات، فعلن ذلك على أساس صلب من البنية الأسرية التقليدية تحت أقدامهن. ثار جيل أمي ضد البنى الاجتماعية المتزمتة التي كانت تحد من خياراتهن. ونتيجة لذلك، كانت أفعالهن في بعض الأحيان طائشة واندفاعية وثورية. تركت أمي الجامعة قبل أن تكمل دراستها، وتنقلت متطفلة على مركبات الغير في أوروبا لبعض الوقت، ثم انتقلت إلى المكسيك، ثم إلى فيرمونت، ثم التحقت بالجامعة مرة أخرى، وقبل شهرين من موعد التخرج هربت إلى كندا مع الرجل الذي وجدته أكثر تناقضاً مع أبيها.
في السبعينيات، رأى جيل جديد من الأطفال نتائج هذه الخيارات. عندما كنت في المدرسة بدا أن كل طفل في صفي لديه والدان مطلقان. لم يدم زواج والدي بالتأكيد. ازدريت خيارات أمي في بعض الأحيان لأنها أدت إلى نشأتي نشأة غير مستقرة. حيث تركت لأفهم الكثير من الأمور من تلقاء نفسي. منع الحمل، رخصة القيادة، التقدم للالتحاق بالجامعة. عندما تركت منزلي في سن السابعة عشرة، شعرت بأنني أحمل عبء كل الخيارات التي يجب أن أقوم بها بنفسي.
بعد اثنتي عشرة سنة، أتمتع بحريتي في التفكير والإبداع والفعل وارتداء الملابس وقول أشياء لم تكن حتى النساء من جيل أمي يجرؤن على قولها. ما زلت في بعض الأحيان أتوق إلى الاستقرار الذي رفضته أمي، ولكنني أعلم أنها لو تشبثت بالعالم الذي نشأت فيه، لكانت الخيارات المتاحة في حياتي حالياً أقل بكثير. كل خيار يؤدي إلى تجربة. وكل هذه الخيارات التي قمت بها في سن مبكرة بنت أساساً من صنع يدي.
كانت من أهداف الحركات النسائية الأساسية ضمان حق الاختيار للنساء. أكبر خيار أراه يواجه نساء جيلي هو خيار الاستمرار. ليس من السهل دائماً أن تقمن ببناء أسس جديدة، والتقدم نحو الأمام، وخلق فرص، وتحمل التغير الذي لا ينتهي. أعد من مسؤوليتي أن أهدئ من روعي في وجه الاحتمالات المربكة. ماذا يسعني أن أختار غير القيام بأفضل الخيارات الممكنة؟ | | | ضعي علم على هذه القصة للمراجعة | |
| |
|
|