وكان جيف هـ.، وهو محلل مالي واعد من مقاطعة أوكلاهوما، يرغب في إنجاب أطفال. وكان يأمل في أن يترعرع أطفاله ويكون بمقدورهم التحدث بلغتين. وافترض جيف أن لغته الروسية لغة جيدة بقدر كبير لأنه قد عمل لمدة ثلاث سنوات في سانت بطرسبيرج. وفي خطابه الأول، كتب عن حبه للمدينة ورغبته في الزواج من امرأة روسية. |
| | وفكرت لادا في قرارة نفسها عندما كانت تتفحص صورته، "إنه أشبه بشخصيتي أفلام الكرتون تشيب وديل ولكنهما اندمجا في كيان واحد". وبمعزل عن حبه المفرط لروسيا، بدا لها جيف مواطناً أمريكياً نمطياً، يتميز بالنزعة العملية ويشبه في تكوينه رجال الأعمال. وكان هذا الانطباع يتعارض مع هوايته المحببة التي أعلن عنها في خطابه. فقد كتب قائلاً، "إنني أعشق المغامرة. وأحب أن أرى أناساً جُدد، وأزور بلداناً جديدةً. كما أنني أهوى استكشاف الأشياء الجديدة لأنني عادةً ما يُصيبني الملل بسهولة". |
| | كانت عقارب الساعة تزحف بثبات متجهةً نحو الخامسة وكانت الجموع المسرعة تنطلق بلا مبالاة حول رجل كان يقف بجوار محطة مترو الأنفاق مرتدياً معطفاً رمادي اللون، والذي كان يبدو خفيفاً للغاية في جو مثل شتاء سانت بطرسبيرج. وكان الرجل ينظر إلى ساعته بشكل متكرر. وترك الرجل مكانه عندما بدأت أضواء المساء تغوص في نهر نيفا، وكانت فرشاة الغروب قد خلّفت بقايا لمساتها على السماء الشتوية الشاحبة. وبعد مرور بضعة أيام، عثر جيف على رسالة من لادا في بريده الإلكتروني. |
|