خيارات القصص |
|
لقراءة القصص باللغة: |
|
|
طباعة |
|
حفظ في مجموعتك |
|
اشتركي في القصة |
|
أرسلي هذه القصة إلى أصدقائك |
|
شاركى بقصتك |
خذي القرار |
|
|
الإحصائيات: |
|
| • | في جاميكا، يتزوج الرجال والسيدات في سن متأخرة مقارنة ببقية دول العالم. ويصل متوسط الأعمار عند الزواج الأول للرجال والسيدات في جاميكا إلى 31 عاماً. | | • | في كوبا، يصل معدل الزواج السنوي إلى 15 حالة زواج جديدة لكل 1000 شخص. وفي جنوب إفريقيا، هناك 3 حالات زواج جديدة فقط كل عام لكل 1000 شخص. | |
|
|
|
|
في سبتمبر/أيلول عام 2003، التقيت أمينة لاوال، وهي فتاة أمية من إحدى قرى الشمال النيجيري، والتي ذاع صيتها عام 2001 عندما حكمت عليها إحدى المحاكم التي تلتزم بالشريعة الإسلامية بالموت رجما بعد أن أنجبت ولدا غير شرعي. وعندما التقيت بها، كانت قد تقدمت بالتماس، وسوف تقف أمام محكمة الاستئناف في غضون أسابيع للنطق بالحكم في هذه القضية.
وقد قابلت أمينة لأول مرة في بيت محاميتها، هاوا إبراهيم.
وفي اليوم التالي، جاءت برفقة محاميتها لمنزل خطيبي لإجراء المقابلة. كذلك فقد أحضرت أمينة رضيعها الذي كان عمره عاما واحدا في ذلك الوقت.
لقد كان التحدث مع أمينة أمرا صعبا. ذلك لأننا نتحدث لغات نيجيرية مختلفة وكذلك فإنها لا تتحدث الإنجليزية. لقد ذهبت أمينة إلى إحدى مدارس تعليم القرآن حيث حفظت أجزاء من القرآن وتعلمت كيف تصلي، لكنها لم تلتحق بمدارس حكومية. لذا كان لابد أن تكون الأسئلة بسيطة؛ فقد كانت ترتبك من الجمل غير المكتملة.
لكن، ومن أول لقاء جمعنا، دهشت لمدى السلم والهدوء الذي يحيط بشخصيتها. وقد بدت لطيفة، ومتواضعة ومطيعة. وأثناء المقابلة، تحدثت باختصار وفي بعض الأحيان لم تتحدث مطلقا وفضلت أن تقوم محاميتها، التي أصبحت بمثابة والدتها، بهذه المهمة. وفيما يلي نص المقابلة، يتبعه انطباعي وأفكاري عن هذه التجربة.
هل لك أن تخبريني عن خلفيتك السابقة، طفولتك، والديك، وعائلتك؟
[ترد المحامية نيابة عن أمينة]. ولدت أمينة في قرية تسمى كورامي في ولاية كاتسينا. توفى والدها، الذي كان يعمل مزارعا، وهي لا تزال صغيرة وتربت مع والدتها وزوج أمها. لم تتلق تعليما حكوميا لكنها التحقت بإحدى مدارس تعليم القرآن. تزوجت أمينة عندما كانت في الثالثة عشر أو الرابعة عشر. لديها من الأولاد ثلاثة وقد طلقها زوجها منذ يومين. يبلغ أكبر أولادها اثني عشر عاما.
ما هي رؤيتك لمستقبل حياتك؟
اترك ذلك لله وحده.
ماذا كانت أحلامك وأنت تكبرين ؟
لم يكن لدينا أي حلم. لم نترب على مجرد التفكير في الحلم.
كيف تغيرت حياتك بعد القضية الحالية؟
وضعي لا يحتمل. فالناس يرمقونني بنظراتهم عندما أسير في الشارع. وحتى قبل الحادثة، فقد كنت أفضل المكوث في البيت ونادرا ما أخرج. والآن، وبعد إثارة القضية، أصبحت مرات خروجي أقل.
وما هي توقعاتك الآن؟
هناك أنواع مختلفة من التوقع. لكن في موقفي هذا، فإنني أتساءل طوال الوقت...هل سأقتل؟
ما الأشياء الرئيسية التي تعلمتها من هذه الخبرة؟
ليس لدي مكان في هذا العالم. فالفتيات في مثل سني، يفترض أن تكون في بيت زوجها وليس بيت أبيها. عندما أمكث عند والدي لبعض الوقت، فإنهم يضجرون من ذلك. ولهم كل الحق في ذلك فليس الخطأ خطأهم بجانب أن البيت صغير. [أشارت المحامية بيديها لتوضيح مدى صغره].
ما هي خططك لما بعد القضية؟
أود أن أتزوج وحسب.
ممن؟
سيبعثه الله إلي.
أين ستعيشين معه؟
في أي مكان.
هل أبدى أي رجل مؤخرا الرغبة في الارتباط بك؟
نعم. لقد أبدى أحدهم الرغبة في الارتباط بي. قالت أمي إنه لابد أن يقابل أمي الكبرى [وهو لقب محاميتها]. جلست [المحامية] معه واكتشفت سريعا أنه كان يتخيل أنني أتلقى أموالا من أفراد بالخارج. ومن ثم فقد كان اهتمامه بالمال.
هل ترغبين في الذهاب للمدرسة؟
لا. أود أن أتزوج.
كيف تغيرت وجهة نظرك تجاه العدالة والدين والآخرين بقريتك؟
إنني أفوض الأمر في الآخرين إلى الله. من كان يظن أنه يقيم العدالة، فأفوض فيه الأمر إلى الله.
ماذا ستقولين للفتيات في مجتمعك عما تعلمته حول طريقة العيش في هذه الحياة؟
من سأتحدث إليه؟ إن تحدثت إلى الفتيات من قريتي، فإنهم يشيحون بوجوههم بعيدا ويكيلون لي السباب.
الأفكار
لم يكن لدينا أي حلم.
لم نترب على مجرد التفكير في الحلم.
كانت هذه إجابات أمينة حول سؤال عن أحلامها. يبدو أنه السؤال المنطقي حيث جلست أنا وأمينة ومحاميتها في منزل خطيبي. كنت أتساءل، ألسنا بعيدين عما كان مخطط له؟
كانت أمينة واضحة بشأن شيء واحد: لو نجح الاستئناف الذي تقدمت به، فإنها ترغب في الزواج.
ودون إجراء أية دراسات، يمكنني القول بكل ثقة أن الزواج هو الحلم الشائع بين الفتيات النيجيريات من الجيل الذي أتنمي إليه. ومن الصعب تغيير ذلك. فالآباء وأصدقائهم يدعون لنا بالزواج، وذلك في حضورنا، ومن ثم لا يدعون لنا أي مجال للتفكير في شيء آخر.
وفي نمط حياة آخر، أقوم بتقديم برامج قيادة للفتيات النيجيريات. ومن بين نساء الدرجة الأولى، زينب التي تتميز بأنها رفضت الزواج الذي رتبته لها عائلتها. زينب تريد أن تكون طبيبة. وبعد فشلهم في إقناعها بالزواج، أنهى أبواها ترتيبات الزواج مع خطيبها في السعودية ثم أجبراها على السفر إلى النيجر، التي تقع في شمال نيجيريا، لتبدأ رحلتها الطويلة للسفر عبر الصحراء ثم تمر بالبحر الأحمر، لتصل في النهاية إلى زوجها. لكن زينب هربت وعادت إلى نيجيريا حيث وجدت كيند، وتستعد لاختبارات القبول بالجامعة، حيث لا تزال لديها النية على أن تصبح طبيبة.
وقد رزقت عمة زينب بطفل الأسبوع الماضي. وقد ولدت الطفل دون مساعدة من أحد. وليس من الواضح ما إذا كان هذا هو عادة الناس هناك أم أن ألم الولادة قد فاجأها ولم يكن أحد بالمنزل ليصطحبها إلى مستشفى. في كل الأحوال، خرجت البنت برجليها أولا. ومن ثم فقد كانت ولادة عسيرة، وماتت البنت. إنني أتطلع إلى اليوم الذي تقوم فيه زينب بإلقاء محاضرات حول صحة النساء في مجتمعها وكيفية حفاظهن على أنفسهن وأطفالهن.
وأثناء تأدية عملي، ألاحظ أن هناك العديد من النساء اللاتي ينتظرن الحصول على إذن لإعلان تواجدهن، للاختيار بحرية وكذلك تقبلهن في المجتمع. عندما قالت أمينة أنها لم تتعلم كيف تحلم، فقد كانت تتحدث عن نفسها، وهي فتاة فقيرة وأمية من أصل قروي. كذلك فقد كان حديثها عن كثير من النساء اللاتي تعلمن وأثبتن جدارتهن لكنهن ينقلن أفكارا غير أفكارهن ويعرضون لرؤية لا يرونها بأعينهن.
أخيرا، يجب أن يكون تعبيرنا عن أنفسنا نابعا من أنفسنا نحن.
|
|
|
ضعي علم على هذه القصة للمراجعة
|
|
|
|
|