كنت محبطةً بالفعل، وأنا الآن قلقة من ترك سييرا وحدها مع هذه المرأة غير المألوفة. وأدركت فوق كل ذلك وأنا أسرع من أجل اللحاق بطائرتي أنني قد نسيت أن أحزم بطانية سييرا.
لحسن الحظ فإن سييرا كلبة وتألف معظم الناس. والأمر المثير للاهتمام، هو أن المرأة التي كنت في طريقي إلى مقابلتها كان عليها أن تمر بنفس المحنة؛ لكن بدلاً من الكلب كان عليها أن تعتني بطفلها المريض. وفي حين استطعت أنا أن أجد بديلاً لم تستطع هي، مما أجبرها على البقاء في المنزل لمدة يوم. وعندما عادت إلى العمل في اليوم التالي، أخبرها صاحب العمل أنها إذا تغيبت مرة أخرى فإنها ستفقد وظيفتها. كان يهددها أساساً بالفصل لأنها بقيت في المنزل مع طفلها العليل.
في البداية، بدا لي أن قصتها غريبة؛ ولكنني سرعان ما أدركت أنها كانت قصةً شائعةً تماماً.
ونظراً لأن قصصاً مثل قصة هذه المرأة تثير حماسي للعمل، قررت أن أصنع فيلماً عن حياة الأمهات الأمريكيات العاملات. خلال بحثي، علمت أن 82% من النساء في الولايات المتحدة يصبحن أمهات، وأن معظمهن يعملن. لكنني اكتشفت أيضاً أن النساء الأمريكيات لا يحصلن على مساعدة كافية لتربية أطفالهن.
كما ترين، أنا أبلغ 35 عاماً من العمر وأفكر في إنجاب طفل. وبما أنني أنتمي إلى جيل "أنا أستطيع أن أفعل كل شيء"، فقد كنت مقتنعة بأنني أستطيع أن أحصل على كل شيء - عمل شيّق، وأسرة رائعة، ووقت لي ولأطفالي. ولكنني أدركت وأنا أخرج هذا الفيلم حول الأمهات العاملات أن محاولة فعل كل شيء ليست هي الخيار الأفضل.
لمدة ستة أشهر، روت لي النساء من جميع أنحاء البلد قصصهن. وسرعان ما أدركت أن التحديات اللاتي يواجهنها متماثلة: كنّ جميعاً يحاولن جميعاً أن الموازنة بين العمل ووجود طفل مريض في المنزل؛ كن جميعاً يكافحن من أجل توفير مركز رعاية جيد، كن جميعاً قلقات بشأن ما يفعله أطفالهن بعد المدرسة أثناء وجودهن في العمل؛ وكن جميعاً يتعذبن بشدة بسبب عطلات الشتاء والربيع والصيف التي لا تنتهي ... تلك الأوقات التي تضطرهن إلى إيجاد شخص ما لمراقبة أطفالهن.
سمعت قصصاً من نساء يعملن في ثلاث وظائف كي يدفعن التأمين الصحي، وقصصاً من نساء رجعن إلى العمل بعد ثلاث أيام فقط من الولادة لأنهن لم يستطعن تحمل تكلفة الحصول على فترة راحة. لقد التقيت بنساء غير عاديات كنّ يعتقدن أنهن عاديات. كانت هذه النساء "تفعل كل شيء" بالتأكيد، وبدأت أتساءل - هل هن مضطرات لذلك؟
إن الأسر والأمهات الأمريكيات تحتاج إلى دعم: لقد أصبحت النظم القديمة - العائلات الممتدة أو ربات المنزل - شبه منقرضة، وهناك حاجة لابتكار أشكال جديدة من الدعم من أجل ملء الفراغ. وفي حين تبتكر الدول الأخرى سياسات وبرامج لدعم الأسر العاملة، اكتشفت أن أمريكا لا تقدم ما يكفي من هذه البرامج والسياسات.
بعد الاستماع إلى هذه القصص من الأمهات الأمريكيات، غادرت وأنا أشعر بالصدمة، والرعب، والغضب، والإحباط. لكنني أصبحت أيضاً أشعر بالتشجيع. لقد بدأت المزيد من الأمهات والنساء في الكلام، كما بدأ صانعو السياسة وأصحاب الأعمال في الاستماع.
يُعتبر بيان الأمومة دعوةً للعمل لكل نساء جيلنا. وأنا أدعو كل واحدة منكن كي ترفع صوتها وتساهم في تنشئة أسر سليمة. للمزيد من المعلومات رجاء زيارة:
http://www.momsrising.org/film