أدى بي ارتيابي الذي لا أساس له وحالة فقدان الثقة التي أعاني منها إلى أخذ نفس عميق آخر. أنا أحس بالخطر في أعمال الإغاثة. عند مشاهدة أعين الناس في التليفزيون، سواء المدنيين أو الجنود في أي صراع، فإن الأمر يتطلب مجرد لمحة. لكن الألفة التي تتميز بها أعمال الإغاثة تتطلب التحديق بعمق في أعين الشخص الآخر، سواء كان صديقاً أو عدواً. وقد يتطلب الأمر أن تلمسهم بعناية، أن تعيش مع رائحتهم، أن تستجيب لأصواتهم ... هؤلاء الناس لديهم قدرة كبيرة على إحداث الألم، وإثارة المعاناة، وإسقاط الدموع من عينيك. |
| | كان فريق أطباء السلام التابع لمشروع المشي الحر، الذي استضافته مدينة عمان عاصمة الأردن، مكوناً من الطبيب رؤوف غربو، وخبير التجبير والأطراف الاصطناعية جون شولت، وخبير التجبير والأطراف الاصطناعية جوزيف إليوت، وأخصائي العلاج الطبيعي دافيد لورنس، وأنا. كانت مهمتنا هي تقديم المساعدة لتدريب الأفراد وإنتاج أطراف صناعية من أجل تحسين الرعاية في مركز التجبير والأطراف الصناعية في البصرة بالعراق؛ وهي عيادة تخدم منطقة يسكنها خمسة ملايين نسمة؛ لكنها تستخدم فقط ثلاثة من أخصائيي الأطراف الصناعية هم الباقين فيها. |
| | هبطت الطائرة في عمان في ساعات الصباح الأولى. من مكاني الممتاز رأيت أن المعالم منظرها جميل، وكانت الأضواء المختلطة مع التدرجات الدافئة للّونين الأحمر والبرتقالي تحدد المدن البدوية المتناثرة على أرضية من الرمال ذات اللون الأسود العميق. كانت الصورة التي في ذهني عن معالم الشرق الأوسط مأخوذة فقط من الإعلام الأمريكي – أحدث الأنباء اليومية وكمية الدماء التي في أفلام الحرب على الشاشة الكبيرة. ولم تتوافق أي من الافتراضات التي في ذهني مع الهدوء الذي أراه أمامي. |
|