ولكنني لم أرغب في تنظيم حفل لعيد ميلادي لأنني في واقع الأمر لا أجد من أدعوه. بالطبع هناك أمي وأخواتي ولكن هل أنا فعلاً أحبهم؟ نعم، إلى درجة معينة. فهم عائلتي. فهم كانوا ولا زالوا عائلتي. فأمي وأخواتي بمثابة المرجع الوحيد لي في حياتي. ، كانت أمي دائماً بمثابة اللغز القادم من كوكب آخر بالنسبة لي. فقد كانت باردة المشاعر وغير منفتحة، وكانت متحفظة، ولكنها كانت تعاملني بطريقة جيدة، وفوق كل هذا، لم تكن تترك مكانها، لم تكن تتحرك من موضعها كما لو كانت حجراً موضوع كعلامة لبداية ممر مركبات وعر. |
| | وها هي كريستينا "Cristina"...حسناً، لابد من قول ذلك. نعم، كنت أكرهها من كل قلبي، ولكن ربما هذا بسبب أنني كنت أحبها حباً شديداً. ولازلت أقول أنني لم أشعر باحتفالي بعيد ميلادي على عشاء حميم مع كريستينا "Cristina". لم نتوافق معاً لهذا الأمر بدرجة كافية. |
| | تستغرق تجهيزات الحفل من مقبلات ومشروبات ساعات عديدة و من يعلم كم من الأموال يتم إنفاقها لكي يأتي عدد كبير من الناس ليخترقوا خصوصيتي ويملؤن الهواء بثرثرتهم التافهة وضحكاتهم الزائفة. وفي اليوم التالي كل ما يتبقى لي هو بواقي الخمر والسجائر والبقع اللاصقة على الأرضية والمنضدة الفورميكا والزجاجات المسكوبة في كل أنحاء المطبخ والأكواب البلاستكية المتناثرة في كل مكان بالإضافة إلى الشراشف المتسخة والصحون المتروكة على أرفف الكتب. |
|