واليوم، من يسأل عن هذا الأمر يستمع إلى قصة طويلة عن حياتي. يبدو أن الأمر قد انتشر ومن ثم فإن أناس قليلون يسألون هذا السؤال. لكنني أشك في أن إجابتي الغامضة على السؤال هي التي أدت إلى ذلك. وكما ترون، فإن ما اعتقدت أنه خلفيتي الثقافية المتعددة و"مظهري" متعدد الثقافات (إن جاز التعبير)، هو في الحقيقة أمر شائع بين كثير من النساء اليوم. تساءلت في البداية هل تكون هذه المعلومات في ملف أرشيفي في بدروم إحدى الهيئات الحكومية؟ لا ـــ فالبعض يعرف عن الملف بالفعل. |
| | ومما لا شك فيه أن السؤال حول موطن النساء قد تحول إلى جلسات معلوماتية حول أشكال الهجرة. ولقد أصبح من الغريب اليوم أن تجد امرأة تنحدر من أصل واحد ومن مكان واحد. فقد أصبح من الغريب حقا أن تجد امرأة قد ولدت وترعرعت ولا تزال تحيا في نفس المكان وتتصرف على غرار أمها وجدتها. ومن ثم فإن النساء اليوم تتحدثن لغتين أو ثلاث ويمتدحن ثقافاتهم المتنوعة، اللاتي يمكنهن الذهاب إلى بيرياني ليلةً وإلى سيفيتشي ليلةً أخرى. |
| | ألا تتفقين معي أنه أصبح من المستحيل تعريف امرأة حسب جنسيتها أو عرقها أو سلالتها أو لغتها؟ حتما فإن أفضل وسيلة لتعريف هذا الجيل هي جيل التعددات، جيل النساء التي لا يمكن ولا يجب تصنيفها فقط على أنها ألمانية أو من جنوب شرق آسيا أو بيضاء أو تتحدث الفارسية. إننا نساء "متعددات": الثقافة، اللغات، والقوميات ـــ حتى لو بدت تلك الأخيرة قوة لحفظ السلام. |
|