لقد قضيت سنوات عديدة جداً كي أتحول من ضحية إلى ناجية - ثم إلى ناشطة أدافع عن إيجاد حلول سلمية للحرب. لقد كانت مرحلة انتقالية طويلة جداً. لقد انقضت أعوام طويلة، ومازال هناك جوع لا يزول، حتى لو كان أمامي طبقاً كبيراً من الطعام. لقد انقضت أعوام طويلة، ومازلت مفزوعة من صوت الطائرات التي تطير على ارتفاع منخفض، وفرقعة الألعاب النارية، وصوت بدء تشغيل محرك السيارة؛ كانت كلها تعيدني إلى ذلك الزمن الذي كنت فيه ضحية. |
|  | وعندما بلغت سن السادسة عشر، بدأت أتساءل: لماذا أنا؟ ماذا فعلت؟ لماذا لم أمت عندما ماتت أمي، وأبي،وأخواتي، وعشرون آخرون من أقاربنا؟ لماذا أنا هنا؟ وفي ذات الوقت تقريباً، أحضر شخص ما لي كتاب فيكتور فرانكل "بحث الإنسان عن المعنى"، وقد أحدث هذا الكتاب تغييراً حقيقياً في حياتي. كان الكتاب يركز على الهولوكوست، ويقول أن أولئك الذين يبحثون عن المعني في حياتهم لديهم احتمال كبير للنجاة، ويصبحون في النهاية أقوى على مواجهة تقلبات الحياة، أكثر من الذين لا يبحثون. |
|  | |