في كل رحلة، كان الهدوء يخيم على منزلنا، ولم نكن مطالبين بالسير على أطراف أصابعنا، وكان كل منا حراً في التعبير عن نفسه. كنا نتجمع في حجرة أمي كل ليلة؛ كانت تعلمنا، وترعانا، وتغني لنا، وتروي لنا القصص. كانت تطلب منا أن نصبر، وأن نحاول فهم أبينا - كانت تصر على أنه كان يشرب لأنه كان يقع تحت ضغوط كثيرة في العمل. |
|  | ورغبةً مني في الهرب من الواقع القاسي في المنزل، أصبحت مغرمة جداً بالرقص والدراسة. وتفوقت في المدرسة ورقصت الباليه بشكل أفضل من أي فتاة عرفتها. واستمتعت بتلك اللحظات التي كانت معلمتي للباليه تختارني فيها للقيام بأدوار منفردة في حفلات نهاية العام. |
|  | عندما بلغت التاسعة من عمري تقريباً، وجدت أفضل صديقاتي تبكي في نادٍ محلي كنا نرتاده. وسألتها عن السبب، فأوضحت أن والداها سينفصلان. ولم أكن قد سمعت أبداً بمثل هذا الشيء، وأضاء شرحها الطريق لي: لقد وجدت أخيراً مخرجاً لأمي. وجريت إلى المنزل لأروي لها الأنباء الجيد؛ إلاّ أنها أخبرتني أن الطلاق مستحيل لأن ديننا لا يسمح به، وأن مجرد التفكير فيه خطيئة. وأذعنت، لكن شيئاً داخل قلبي أخبرني أن الله الذي أعرفه لا يمكن بأي بحال أن يريد لهذا الرجل، أبي، أن يواصل إلحاق بالغ الأذى بنا. |
|